52 - رحلة إلى اليابان 1# - استقلال القطار

الفصل 52 : رحلة إلى اليابان 1# - استقلال القطار.

--------------------------------------------------

الآن يوم الأربعاء قد حل، ولنذهب إلى مكان قديم ومظلم ومجهول وعلى ما يبدو بأنه عبارة عن معبد أسود كاحل مميز عن أي معبد آخر في العالم.

في غرفة كبيرة لا باب لها تتواجد دائرة سوداء منحوتة على الأرض برسومات ورموز غريبة وحولها أربع صخرات بارتفاع متر واحد تقريباَ، وفوق تلك الضخور هناك الكثير من الشمع حيث لا نور إلّا نورها ما يضيء الغرفة بنورها الخافت.

نرى شخصا ما يرتدي ملابس سوداء داكنة وقبعة سوداء جالسا على الأرض بتربيعة القدمين، ويتنفس ببطئ شديد.

فبدأ يهمس بكلام لاتيني مع نفسه:

"venit tempus adpropinquavit. Aliquam messe Dei seminare."

"Ego, qui de caelo expulsi sunt inique, et neglegimus tollere solio meo."

"...6174 ...6174 ...6174"

"Esse est deus... 6174..."

فتنفس مطولاً بعمق ثم قال:

"(إسماعيل)... خادمي المخلص... هل لديك أخبار من أجلي؟"

وبسرعة حضر (إسماعيل) وانحنى على الأرض إحتراما لذلك الشخص والذي يتوضح بأنه (عشتروت) بشحمه ولحمه وقال خاضعاً له:

"أجل، سيدي. (ليليث)... قد ماتت."

ظل (عشتروت) صامتاً لوهلة ثم قال:

"أنا أرى ذلك. مع خيانة (آشماداي)، لم يتبق سوى 3 منكم."

فسأله (إسماعيل): "ماذا يجب أن نفعل الآن؟"

أجابه (عشتروت):

"(عزازيل) قد عاد إلى اليابان ليستعيد ملكية خاصة لي. و(مولوخ) لا يزال يبحث عن ذلك المتطفل مع الخائن."

فسأله (إسماعيل): "وماذا عني يا سيدي؟"

عشتروت: "أنت ستظل إلى جانبي في الوقت الراهن. أنا أحتاجك. هل تعرف من هو المتطفل الذي كان في المعبد؟"

إسماعيل: "لا أعرف يا سيدي."

عشتروت: "هل تعرف أي أشخاص مشتبه فيهم؟"

رد (إسماعيل) خائفاً من جهله: "أنا... أنا لا أعرف أي شخص يا سيدي."

ظل (عشتروت) صامتاً لمدة قصيرة حتى قام من مكانه وقال:

"إذا فشل (مولوخ)، أنت من ستتعامل مع أولئك المغفلين. سوف نمنحه أسبوعا واحدا آخر. إذا لم ينجز شيئاً، أنت سوف تقتله. إنّي أقدم لك الحياة الأبدية. يجب أن تظهر بأنك مؤهل لها. هل تفهم؟"

أجاب (إسماعيل) بسرعة من الخوف:

"أجل.... أنا أفهم يا سيدي."

فصمت (عشتروت) مرة أخرى لوهلة وقال بعدها:

"تعال معي الآن... أريد أن أريك شيئاً."

**

وفي نفس الوقت، استيقظ (أورين) وظل يتثاءب حتى قام ليستحم ويتناول وجبة الفطور، إلى أن ارتدى ملابسه ووجد (لورين) تنتظره أمام باب المنزل.

"حسنا، حسنا، حسنا! هل أنتِ جاهزة يا (لورين)؟"

لورين: "أنا جاهزة!"

"لذا احرصي على إغلاق ذلك الباب جيداً، سنكون في تلك اليابان اللعينة لمدة أسبوع كامل!"

لورين: "أجــل! دعنا نذهب لإحضار التذاكر!"

**

بعد مرور بضعة دقائق وصل الإثنان إلى المكان الذي أخبرهم به المضيف (روبي) والذي هو مركز ياباني يسمى بـالقصر الامبراطوري. بعد أن استلموا التذاكر ذهبوا بسرعة إلى محطة قطار الأنفاق الذي سيذهب بهم إلى المطار.

"اللعنة، اللعنة، اللعنة، لقد تأخرناَ.... أسرعي يا (لورين)!"

لورين: "إنني أركض!"

بعد وصولهم إلى المحطة إلتقى الإثنان ب(جودي) و(كارلا) ينتظران هناك، حتى لوحت لهما (جودي) من بعيد.

"هاي!! ها أنتما ذا! لقد بدأنا نعتقد بأنكما لن تأتيا!"

فقال لها (أورين) وهو يلهث:

"آسف! كنا... مشغولين بإحضار التذاكر. هل فوتنا القطار؟!"

ابتسمت له (جودي) وقالت باطمئنان:

"لا! سيغادر في غضون 5 دقائق."

فتنهد (أورين) مرتاحا وقال:

"أوه، الحمد لله... وأين الأمتعة؟"

استدارت (جودي) وأشارت بيدها إلى القطار وقالت:

"إنهم بالفعل في العربة الأخيرة من القطار!"

فالتقط (أورين) أنفاسه كاملة ثم قال بحماس:

"ممتاز!"

جودي: "إنها رحلة ساعة واحدة إلى المطار، لذا... يجب أن نصل إلى هناك مع الـ11:50 صباحاً. هناك وقت كافٍ. هل لديك تذاكر الطائرة؟"

"أجل! لدينا كل شيء جاهز هنا!"

بدأت حينها (جودي) بالتحمس زيادة عن اللزوم وأمسكت وجهها وأحمرت وجنتيها ثم بدأت تقول:

"أوه يا إلاهي، إن هذا يحدث حقاً! 7 أيام في اليابان! إنها أول رحلة لنا خارج البلد!"

و(كارلا) متحمسة أيضاً:

"أجل، أنا أيضاً! إنه لأمر مرسف أن (تشارلز) لا يستطيع القدوم معنا لكن... حسنا، إنه هو الخاسر لأنه يسافر كثيراً من دوننا."

و(جودي) أصبحت أكثر جنوناً من ذي قبل:

"أوه يا إلاهي، لا زلت لا أصدق ذلك! أريد أن ألتهم الرامن! والسوشي! زيارة متاحف الأنمي! الإسترخاء في الينابيع الساخنة في الهواء الطلق! شراء أزياء الكوسبلاي! والكيمونو!"

و(كارلا) أيضاً: "أعتقد بأن هذه الرحلة ستجمعنا معاً! هذا كل ما كنت أريده."

و(جودي) لا تستطيع التوقف:

"تجمعنا معاً؟ أعتقد بأنه من الصعب أن نكون بالقرب من بعضنا البعض هناك!"

وعلى ما يبدو بأن لا أحد منهم قد لاحظ شيئاً خطيراً ما يدور هناك.

جودي: "لا أستطيع الإنتظار لأرى ما هي الأسرار التي تخبئها لنا اليابان! مدن مثيرة للإعجاب؟ معابد عتيقة؟ قرى نائية جميلة؟"

أورين: "أريد مقابلة الياكوزا."

جودي: "هل تستطيع تخيل إن كنا ستلتقي بـ...."

من بعيد وعلى بعد كافي حتى تراقب وتتجسس على عائلة سعيدة تريد الذهاب في رحلة، فتاة مجهولة بلباس أسود ضيق تراقب عائلتنا اللطيفة والجميلة من الأعلى فوق السلالم بدون أن يتم كشفها وهي تتحدث إلى أحدهم على الهاتف.

"أنا أراقب الهدف الآن. ماذا يجب أن أفعل؟"

في المكان الذي يوجد به المتصل الآخر بها، (عزازيل) في أحد المعابد الكبيرة في اليابان، يرتدي ملابس الساموراي ويرتدي قناعاً أحمرا يظهر نصف وجهه السفلي فقط وكان يتحدث وهو يبتسم:

"أنتِ فتاة جيدة يا (آيكو)... اتبعيهم حتى يصلوا إلى هنا، فقط اختفي عن الأنظار لفترة من الوقت حالياً."

آيكو: "ماذا يتوجب عليّ فعله إذا ظهر (مولوخ)؟"

عزازيل: "ذلك الرجل غير الكفئ لا يستحق استحسان (عشتروت). إذا ظهر، يمكنكِ قتله."

آيكو: "وماذا لو أخدت الأمور منعطفا آخر؟"

عزازيل: "إذا أصبحت الأمور صعبة.... افقدي وعي الفتى وأحضريه إليّ. إنه الشخص الأكثر خطورة، حتى وإن كان هو بنفسه لا يعلم السبب."

آيكو: "لقد فهمت، سينسي. سوف أبلغك عندما أنهي مهمتي."

عزازيل: "سوف أقابلك في القرية في نهاية الأسبوع. قريبا سوف يكتمل اللغز يا (آيكو)."

ثم صمت لوهلة وقال بصوت بارد وزرين:

"Esse... est... deus."

**

بعد مرور بضعة دقائق...

كانت العائلة بأكملها في أحد الغرف في القطار يتحدثون بعد أن انطلق في طريقه نحو المطار.

أورين: "تم اخبارنا أنه عندما سنصل إلى اليابان، سوف نلتقي بمرشدتنا أثناء خروجنا من المطار. إسمها (هيرومي).

جودي: "رائع!"

كارلا: "هل تعلمون كم ستستغرق الرحلة؟"

جودي: "إنها رحلة مدتها 12 ساعة، لذا سيكون من الأفضل أن ننام أثناء الرحلة."

أورين: "صحيح! بهذه الطريقة يمكننا الإستفادة من وقتنا هناك."

فقاطعهم صوت قرع على باب الغرفة حيث كانت قاطعة التذاكر:

"صباح الخير!"

كانت فتاة في العشرينيات من عمرها، ترتدي ملابس محترمة خاصة بالعمل مع شعر أسود قصير وحريري منسدل، فقالت لهم ويديها خلف ظهرها:

"هل أستطيع رؤية تذاكركم، من فضلكم؟"

فأجابتها (جودي) بلطف: "بالطبع، تفضلي."

بعد أن تأكدت الفتاة من التذاكر، أعادتها إليهم وانضمت إليهم في محادثة جديدة:

"جيد! كل شيء يبدو في محله. آه، أنتم متوجهون إلى المطار."

أجابتها (جودي): "أجل! نحن نلحق بطائرة متوجهة إلى اليابان!"

ابتسمت الفتاة وقالت:

"أوه! أنتم محظوظين! آمل بأن التأخير الذي حدث في المحطة الأخيرة لن يسبب لكم المشاكل."

جودي: "لا مشكلة! نحن في الموعد المحدد. هل حدث شيء ما؟"

قاطعة التذاكر: "كان علينا انتظار أحد الركاب."

جودي: "حقا؟ راكب؟ كان بامكانه فقط ركوب القطار المقبل."

قاطعة التذاكر: "أجل، لقد فكرت في نفس الشيء، ولكن يبدو بأن عليه أن يركب هذا القطار على وجه الخصوص."

تساءل (أورين) قلقاً: "هـ-هذا القطار؟"

فأجابته: "أعتقد بأنه رجل ذو شأن... عادة نحن لا نؤخر الجدول الزمني الخاص بنا بسبب راكب واحد..."

فقالت (جودي) أيضاً بقلق: "آه أرى ذلك..."

فأكملت قاطعة التذاكر كلامها: "حسنا، لا تدعوني أزعجكم كثيراً. رحلة آمنة!"

وخرجت من الغرفة.

فقامت (كارلا) من مكانها وقالت لأبنائها:

"أنا سوف أذهب إلى المرحاض، سوف أعود بسرعة!"

كانت (جودي) مرتبكة قليلاً وكأنها تفكر في شيء ما، فأجابت والدتها:

"حـ-حسنا أمي!"

بعد أن خرجت (كارلا) من الغرفة وأغلقت الباب وراءها.

كان الثلاثة يحدقون في بعضهم البعض لوهلة وكانوا قلقين، فقالت (جودي) هامسة:

"حسنا... هل أنا الوحيدة التي تعتقد بأن أمر ذلك الراكب يبدو غريبا قليلاً؟"

فقالت (لورين) أيضاً بقلق وهي تهمس:

"يا فتاة، معك حق في كلامك... شيء مريب يحدث هنا..."

ردت عليها (جودي):

"هل تعتقدين... مهما كان ذلك الشخص.... قد يكون يبحث عنا؟"

لورين: "من الممكن جدا.... ربما أبناء عشتروت اكتشفوا إلى أين نحن ذاهبون... يجب على واحد منا أن يذهب ليستطلع. والتحقق من بقية غرف القطار..."

جودي: "أجل، واحد منا يجب أن يقوم لذلك..."

في تلك اللحظة تحولت الأنظار إلى (أورين) وكانت الفتاتان تحدقان به مع ابتسامة لطيفة، وحين أدرك ذلك ضيق عينيه وظل صامتا لوهلة حتى تنهد مطولا وقال:

"حسنا، حسنا... سوف أقوم بذلك..."

حينها ارتاحت الفتاتان وأخدت (جودي) تصفق بلطافة وتقول له:

"شكرا أخي! أنت الأكثر شجاعة!"

فسألها: "هل مازلت تملكين رذاذ فقدان الذاكرة ذاك؟"

فقالت له بعد أن أخرجته من حقيبتها:

"الطبع! خده معك! من باب الأحتياط..."

فقام من مكانه وقال قبل أن يخرج من الغرفة:

"حسنا... سوف ألقي نظرة حول المكان..."

فقالت له قبل أن يخرج:

"كل حذرا!"

أغلق (أورين) باب الغرفة وتوقف مكانه وتنهد مطولاً ثم بدأ يحدث نفسه:

(حسنا... هناك 8 غرف من بينها غرفتنا... يجب أن أرى من يوجد في كل واحدة منها، وأتأكد من أنهم لا يعملون لدى أبناء عشتروت. اهدأ يا أورين، لديك الرذاذ، ليس هناك ما تخشاه..)

فأخد نفسا عميقاً ثم وقف أمام الغرفة الثانية، ففتحها ووجد شخصا ما مستلقٍ على الكنبة وهو لوحده في الغرفة، فدخل (أورين) وأغلق الباب خلفه وقال محدثا الرجل:

"أحمم، صباح الخير سيدي، هل أستطيع رؤية تذكرتك؟"

يتبع..

2022/05/07 · 82 مشاهدة · 1425 كلمة
نادي الروايات - 2024